dimanche 1 juillet 2018

لا فِرار، كما الشعب قَرّر

لا فِرار، كما الشعب قَرّر


المغرب : مصطفى منيغ

قبل أن تَحَُلَّ مثل الكارثة بوقت طويل نبهتُ المسيطرين على المملكة المغربية بقوة الحديد والنار ، أن بداية النهاية ستفرز شعباً قادراً على إعادة الاعتبار، لكل مظلوم يتعرض بموقفه الشجاع  لبشاعة الخطر، وبدل أن يتَّعض مَن وجدوها ضيعةً يغرفون من خيراتها بطرق أقل ما يقال عليها لا تقيم للعدل وزناً .. ضاربة عرض الحائط بالقوانين .. غير مكثرة بتدخلات المناضلين الحقيقيين .. وكأنهم منزَّلين من السماء وليسوا أصلا من البشر ، بدل أن يكتفوا بما استولوا عليه (مهما كان الميدان) ازداد توسعهم في اللامشروع بنهم أكبر، لستُ في حاجة لإعادة نشر مقالاتي المقروءة عبر العالم المتحول بتقنية الاتصال الحديث لتجمع اصغر، فهي موجودة موثقة لا زال على قيد الحياة من يردد جُملاً كاملةً منها في تدخلاتهم أكانوا بعض برلمانيين أو بعض أعضاء حكومات سابقة وحتى الموجودَ في الحالية المحسوب على "تطوان" الذي أصبح لها فقط من الزوار، وبها تلميحات لِما وصلَت إلي مضمونها الآن المملكة المغربية بالفعل وليس بالإنشاء الكتابي المبتكر، حيث تحَوَّلَ الاستبداد من وراء الكواليس إلى الإعلان عن نفسه في واضحة النهار ، ومَن لم ينبطح أو عن تقبيل الأيادي تكبَّر، زوارق الموت تصطاده ليصبح لقمة بين أنياب حوت أعماق البحار ، أما المناضل الشريف  الخارج للشارع متقدماً الآلاف  كما حصل في "الحسيمة" الصامدة مردداً وإياهم عن قناعة وإيمان  "اللَّهم هذا منكر" ، حُكِمَ بعقدين من السجن المنفذ في غفلة عما يمكن أن يتخذه الشعب المغربي الأبي مقابل تلك القسوة من قرار .
... هيبة الدولة ينعدم وجودها مع فقدان العدالة ، ومصداقية حكومة ذات الدولة يتراجع مفعولها مع خلل المعادلة أما الباقي فمتروك للشعب أن يختار ، إما التفرج عن مآسي وهي حياله تتكرر، أو يبعد قبس النار من فتيل مُنتهي بالمُقبلة على الانفجار، برد مسؤولي نفس الدولة لمستواهم الحقيقي بالتي هي أقوم وأدناها مراجعة ما اكتنزوه من أفكار، لتعويضها إن جنحوا لمقومات الاستقرار ، بما يجعلهم خدام الشعب وليسوا أسيادا له بالسوط والسيف والمدفع والجرار.  إذ الشعب أقوى من أي مواجهة في هذا المضمار ، سلاحه طلقات الحناجر من عيار ، قدسية الله أكبر ، وتدبيره مَسِيرٌ عن بلوغ الهدف لا يتوقف أو  يتأخر، بدايته استنفاذ الصبر لدى البَدْوِ فيه كالحضر ، ونهايته النية الحسنة التي بها على مر العهود انتصر ، الممثلة في استئصال الظلم بالسلم واحترام الحقوق وإنصاف الجميع ليصبحوا كلهم ألأخيار.
كفى يا مَن تنهوا نهاركم بربح مليار، وليلكم تقضون أغلبه في الرقص على نغمات المزمار ، غير عابئين بالاستيقاظ مبكرا فذاك متروك للعبيد المبتلين بالمكوث فهرا في نلك الدار ، المتفشي الآن ما احتضنته وما زالت من أسرار ، أقلها تسبب غليان دماء مَن عاشوا عمرهم مطأطئي الرؤوس مكتفين برغيفٍ جاف معرِّضين إن اشتكوا لأبشع احتقار ،
... لم تعد القضية تعني حراك "الحسيمة" بل حراك يغطى مساحات تجاوزت المملكة المغربية لأجزاء دولية سيكون لها الموقف الذي لم نكن في حاجة لضمه لمواقف مماثلة جعلت الفشل يلاحق أزيد وأكثر سياسة خارجية لمن تحركوا شهراً في إفريقيا (بغياب حكومة شرعية قائمة) فتوهموا أنهم يمثلون دولة عظمى في مقدورهم إسكات الجميع وقتما يريدون دون تعرُّضهم لأي مساءلة أو أشياء معروفة أخرى تأخَّر في فهمها (عن قصد وسبق إصرار) مَن تأخر. فهل خرجت وزارة الشؤون الخارجية عندنا ببيان أو بلاغ يفسر للشعب المغربي العظيم حفظه الله ورعاه ما يقع في المملكة الهولندية يصب في وضع العلاقة الثنائية في محك إعادة النظر من طرف واحد تراكمت عليه نداءات تتضمن ما يتعرض إليه الشعب من ضغط يشمل الزج به في مستنقعات الجهل والفقر والمرض وأرضه كبحريه حبلى بخيرات الخير. يأتي دور المملكة الهولندية في ذات المواضيع من حيث الأهمية ما قدمت فيها محكمة العدل الدولية  التي أعطت الحق فيتحرك المغرب على ضوئه بانطلاق مسيرة خضراء انتهت بتحرير الصحراء من المحتل الاسباني وقد تتبعتُ شخصيا كل تلك المراحل بدءا من وجودي في الجزائر العاصمة بلا كلل أو فتور؟؟؟، وهل أبلغت نفس الوزارة الرأي العام ما يجري تناوله في البرلمان الأوربي من مواضيع تضع المملكة المغربية على محك امتحان فيما يخص احترام حقوق الإنسان ، لن تقتنع تلك المؤسسة الموقرة لا بما صُرف على تزيين"تطوان" ولا ببرنامج مطبق لإفراغها من مقومات العيش الكريم مادامت تصرفات بعيدة كل البعد عن المقاييس الضابطة للاستثمار الموجه لإنعاش وتطوير مدن مجتمعات الألفية الثالثة لدى حكومات تحترم شعوب دولها بالإضافة لكلام موضوعي منطقي في المحافل الدولية عن المملكة المغربية للأسف يدور(يتبع)
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الانسان في سيدني – أستراليا